کد مطلب:240889
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:188
الافول من صفات المحدث
فی حدیث مطول فیه مسائل المأمون العباسی و أجوبة الرضا علیه السلام عنها رواه الشیخ الصدوق طاب ثراه منها:
«فقال المأمون: أشهد أنك ابن رسول الله حقا، [1] فأخبرنی عن قول الله عزوجل فی حق إبراهیم - علیه السلام -: «فلما جن علیه الیل رأی كوكبا قال هذا ربی»، [2] فقال الرضا علیه السلام: إن إبراهیم - علیه السلام - وقع إلی ثلاثة أصناف: صنف یعبد الزهرة، و صنف یعبد القمر، و صنف یعبد الشمس و ذلك حین خرج من السرب [3] الذی أخفی فیه «فلما جن علیه الیل» فرأی الزهرة، قال: «هذا ربی» علی وجه الإنكار و الاستخبار «فلما أفل» الكوكب «قال لاأحب الافلین»؛ لأن الأفول من صفات المحدث لامن صفات القدم، «فلما رأی القمر بازغا قال هذا ربی» علی الإنكار و الاستخبار، «فلما أفل قال لئن لم یهدنی ربی لأكونن من القوم الضالین» یقول: لو لم یهدنی ربی لكنت من القوم الضالین فلما أصبح «و رأی الشمس بازغة قال هذا ربی هذا أكبر» من الزهرة و القمر علی الإنكار و الاستخبار لاعلی الإخبار و الإقرار؛ «فلما أفلت» قال للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة و القمر و الشمس: «یا قوم إنی بری ء مما تشركون - إنی وجهت وجهی للذی فطر السموات و الأرض حنیفا و ما أنا من المشركین». [4] و إنما أراد إبراهیم بما قال أن یبین لهم بطلان دینهم، و یثبت عندهم أن العبادة لاتحق لما كان بصفة الزهرة و القمر و الشمس، و إنما تحق العبادة لخالقها و خالق السموات و الأرض، و كان ما احتج به علی قومه مما ألهمه الله عزوجل و آتاه كما قال الله عزوجل: «و تلك حجتنا إتینها إبراهیم علی قومه». [5] فقال المأمون: لله درك یا ابن رسول الله...». [6] .
إنما أوردنا السؤال و جوابه كملا لإكمال الفائدة، و أما باقی الأسئلة و أجوبتها
[ صفحه 71]
المذكورة فی هذا الحدیث فله مقام آخر.
ثم الأفول: الغروب و الغیبوبة قال القائل:
فدع عنك سعدی إنما تسعف النوی
قران الثریا مرة ثم تأفل [7] .
و هو آیة حدوث الآفل وصفته كما قال علیه السلام لایصاحب القدم و لایعرضه عقلا به یمتنع، و به الدلالة علی أزلیته تعالی و قدمه، قال أمیرالمؤمنین علیه السلام: «الدال علی قدمه بحدوث خلقه، و بحدوث خلقه علی وجوده... مستشهد بحدوث الأشیاء علی أزلیته، و بما وسمها به من العجز علی قدرته، و بما اضطرها إلیه علی دوامه». [8] و للمعتزلی سؤال و جواب حوله فراجع [9] .
[ صفحه 72]
[1] ل كانت شهادته حقا لما غصب حق الرضا عليه السلام.
[2] الأنعام: 76.
[3] هو النفق في الأرض.
[4] الأنعام: 79 - 78.
[5] الأنعام: 83.
[6] عيون أخبار الرضا 157 - 156/1، التوحيد 75 - 74.
[7] معجم مقاييس اللغة 119:1، في (أفل).
[8] النهج 44:13، الخطبة 231، أولها «الحمدلله الذي لاتدركه الشواهد...».
[9] شرح النهج 45:13.